تغيب Absenteeism
لقد اهتم كثير من الباحثين، منذ الحرب العالمية الأولى، بدراسة مشكلة تغيب العمال في كثير من أقطار العالم. ولدينا في الوقت الحاضر دراسات عديدة عن الجوانب المختلفة لهذه المشكلة.
ويقصد بالتغيب – كما يقول (سارجنت فلورنس) – الوقت الضائع في المنشآت الصناعية بسبب تغيب العاملين الذي يمكن اجتنابه أو بسبب تغيبهم الذي لا يمكن اجتنابه. وعادة لا يدخل ضمن التغيب الوقت الضائع بسبب إضراب العمال أو بسبب الإغلاق أو بسبب تأخر العامل لمدة تصل إلى ساعة أو ساعتين.
ويختلف معدل التغيب من فصل إلى آخر. فمثلا يلاحظ أن معدل التغيب بسبب المرض في فصل الشتاء، في بعض الأقطار، يكون أعلى منه في فصل الصيف. كذلك يختلف معدل التغيب بسبب حوادث الصناعة من صناعة إلى أخرى.
وقد استخدم الباحثون طرقًا مختلفة لقياس التغيب. ونكتفي هنا بالإشارة – بإيجاز – إلى معدل التغيب الكلى والمعدل التكراري للتغيب.
معدل التغيب الكلي = عدد أيام العمل المفقودة بسبب التغيب ÷ عدد أيام العمل × 100
المعدل التكراري للتغيب: وهذا المعدل يقيس عدد مرات التغيب في فترة معينة، ولا يقيس الوقت المفقود بسبب التغيب
ومن دراستنا للبحوث السابقة في هذا الميدان، نستطيع أن نقدم فيما يلي عرضًا موجزًا لبعض الأسباب التي يحتمل أن يكون لها علاقة بموضوع التغيب: مستوى العمالة، الأجور، النوع، الحالة الزواجية، الالتزامات الأسرية، السن، مدة الخدمة، نوع العمل، حجم الوحدة الصناعية، البيئة الفيزيقية، الطقس، الحوافز، التعليم.
وفي مصر، قام المؤلف بإجراء بحث میدانی عن تغيب المرأة العاملة في قطاع صناعة الدواء بمدينة الإسكندرية. وقد تبين من الدراسة أن المرأة العاملة تتغيب أكثر من الرجل. كما تبين أيضا أن المرأة العاملة المتزوجة تتغيب أكثر من المرأة العاملة التي لم يسبق لها الزواج. ومن أسباب تغيب المرأة العاملة نذكر: المرض، الإصابة، جو العمل، مرض الأطفال أو مشاكل خاصة بهم، مرض الزوج، الخلافات مع الزوج، إجازة الزوج، وفاة أحد أفراد الأسرة، العادة الشهرية.
ولا شك أن تغيب العمال يؤثر ليس فقط على العمال، بل وأيضًا على أصحاب الأعمال فمثلاً، إذا كان العمل يتم طبقا لنظام الفريق، فإن تغيب أحد العمال قد يؤدي إلى إثارة أفراد الفريق وإلى هبوط روحهم المعنوية.
كذلك يعتبر التغيب مشكلة خطيرة بالنسبة للإدارة في المصانع لأنه يكلفها نفقات إضافية كبيرة. فهي قد تجد نفسها مضطرة – عند إعداد خطتها الخاصة بالقوى العاملة – إلى الاحتفاظ بعدد من العمال الاحتياطيين للعمل بدلا من العمال الغائبين. وإذا لم تقم الإدارة بتوفير هذا الاحتياطي من العمال، فإنها سوف تواجه نفقات إضافية نتيجة لتعطل الآلات عن العمل. كما يهمنا أن نشير هنا، أيضًا إلى أن تأثير التغيب يتوقف على مدى أهمية العمل الذي يقوم به العامل. فتغيب العمال الذين يقومون بأعمال هامة يحدث ارتباكًا أكبر مما يحدثه تغيب العمال الذين يقومون بأعمال أقل أهمية.
المراجع
على محمود إسلام الفار، (تغيب المرأة العاملة في الصناعة. بحث ميداني في قطاع صناعة الدواء بالإسكندرية)، بحث منشور في حولية كلية البنات بجامعة عين شمس، العدد الثامن (مطبعة جامعة عين شمس، 1974) ص ۱ – ۲۰.
علی محمود إسلام الفار، علم الاجتماع الصناعي (دار المعارف منطقة الإسكندرية، الطبعة الثانية، سنة 1985) ص 215 – 246.
علي محمود الفار، معجم علم الاجتماع، إنجليزي – عربي، دار المعارف، الإسكندرية، 2001.