المحتويات
كتابة المسودة الأولى للبحث بخط اليد
من كتاب دليل الباحثين في إعداد البحوث العلمية للدكتور سيد الهواري، الفصل التاسع: كتابة المسودة الأولى للبحث – بخط اليد.
قواعد كتابة المسودة الأولى – بخط اليد
فيما يلي القواعد التي تحكم كتابة المسودة الأولى (بخط اليد):
القاعدة الأولى
القاعدة العامة أنك لا تبدأ في كتابة التجربة الأولى للبحث إلا بعد أن تكون قد انتهيت من جمع المذكرات وقراءة كل المراجع المبدئية التي وضعتها. لا تبدأ في الكتابة إلا بعد أن تطمئن تمامًا إلى أن المذكرات التي جمعتها للبحث كافية.
بعد أن تكون قد انتهيت من كتابة مئات البطاقات (أو الآلاف) وشعرت بارتياح إلى أنك قد قرأت مراجع كافية، تصبح مهمتك إحداث نظـام من الفوضى. وهو ما يتطلب قدرة عقلية هائلة. ويمكنك تحقيق ذلك بتنفيذ القواعد التالية.
القاعدة الثانية
لا تبدأ كتابة التجربة الأولى إلا بعد الاستقرار بشكل نهائي على هيكل البحث. إنك تستطيع الآن بعد جمع الأفكار الكثيرة من أن تضع هيكلا جديدًا للبحث، هيكلاً أكثر منطقية وأكثر تنسيقًا واتساقًا دون تكرار أو عدم تناسب.
لا تشعر بأي قلق نحو تغيير الهيكل المبدئي. لم يصبح للهيكل المبدئي في هذه اللحظة قيمة، فالعيرة الآن بالهيكل الذي تستطيع أن تضعه. مرة أخرى المفروض في هـذا الهيكل النهائي أن يكون أقوى وأفـضل وأحسن من الهيكل الأول: أفضل من ناحية المعلومات، كميتهـا ودقتها وطريقة عرضها وترتيبها والتنسيق بينها والترابط بينها، … الخ.
إن بعض الباحثين قد يرون – لوضع هيكـل البحث في شكله النهائي – ضرورة المرور على البطاقات التي تم جمعهـا بسرعة جدًا لاستيعاب جميع الأفكار الرئيسية (العناوين الرئيسية والفرعية).
القاعدة الثالثة
بعد أن تستقر نهائيًا على هيكل البحث فإنه يجب عليك – قبل أن تبدأ في الكتابة – أن ترجع إلى بطاقات البحث مرة أخرى بقصد ترتيبها على حسب ترتيب الهيكل نفسه.
مرة أخرى نقول لك إنه من المفروض قبل أن تبدأ في الكتابة أن تعيد ترتيب البطاقات على حسب ترتيب عناوين الهيكل الرئيسية والفرعية. لقد طلبنا منك عند إرشاداتنا عن أخذ مذكرات من المراجع في أعلى البطاقة العنوان الرئيسي والفرعي للهيكـل الذي تتبعه البطاقة. ذلك أنه بدون اتباع هذا الإجراء النمطي ستجد نفسك في ضياع وفي فوضى يصعب عليك الخروج منها.
إن ترتيب بطاقات البحث يعني أيضًا وضعها في مجموعات وربما تفضل استخـدام حلقات حازمة وتعطي لكل مجموعة عنوانًا يتفق مع عنوان رئيسي وعنوان فرعي، … إلخ. وترتيب البطاقات يعني أيضًا الاستغناء عن البطاقات التي ترى أنه لا لزوم لها في البحث.
“إن موهبة البحث – كما يقول أحمد شلبي – “تشبه قدرات النحلة. فالنحلة تقف على الزهور كما تقف الحشرات والطيور، ولكن النحلة وحدها تجعل من الرحيق عسلا شهيًا. فهل تستطيع أبها الطالب – هكذا – أن تخرج شيئًا ما تقرأه” (23).
الباحث القوي مثل النحلة يأخذ من هنا ومن هناك ولكنه يقدم شهدًا.
المصدر
- كتاب دليل الباحثين في إعداد البحوث العلمية، ابتداء من اختيار الموضوع حتى وضع البحث في صورته النهائية. تأليف الدكتور سيد الهواري، القاهرة، 2004. الفصل التاسع: كتابة المسودة الأولى للبحث – بخط اليد.