المحتويات
أهداف الإدارة المالية
تتمحور أهداف الإدارة المالية (بالإنجليزية: Objectives of Financial Management) حول الموازنة بين المحافظة على وجود المؤسسة وحمايتها من خطر الإفلاس والتصفية وبين تحقيق العائد المناسب على الاستثمار. وضمن هذا الإطار العام، يمكن تحديد أهداف الإدارة المالية في المؤسسة على النحو التالي:
- تعظيم القيمة الحالية للمؤسسة
- السيولة
- الربحية
- العائد على الاستثمار
وسوف يتم تناول كل من هذه الأهداف بشيء من التفصيل:
تعظيم القيمة الحالية للمؤسسة
يرى الاقتصاديون استعمال تعظيم الربحية كهدف لتقييم الأداء التشغيلي للمؤسسة لأن تعظيم الربحية يُعبّر في رأيهم عن مدى الكفاءة الاقتصادية للمؤسسة، لهذا قالوا بأن جميع القرارات داخل المؤسسة يجب أن تُوجَّه نحو تحقيق أقصى ربح ممكن، من خلال العمل على زيادة إنتاجية المصادر المُتاحة للاستثمار إلى أقصى حد ممكن. أما الماليون فلم يقبلوا بفكرة تعظيم الربح (بالإنجليزية: Profit Maximization)، التي تحدث عنها الاقتصاديون كهدف لتقييم الأداء التشغيلي للمؤسسة لانطواء هذا المفهوم على عيوب، منها:
- عدم أخذه مخاطر الاستثمار بعين الاعتبار
- تجاهله للقيمة الزمنية للنقود
- الغموض في طريقة احتسابه
وقد تقدم الماليون بفكرة تعظيم القيمة الحالية للمؤسسة (بالإنجليزية: Maximizing The Value of The Firm)، لقياس أدائها التشغيلي كبديل لتعظيم الربحية لعدة اعتبارات، منها:
اعتبارات تعظيم القيمة الحالية كبديل للربحية
- أن الربح الأقصى المطلق لا يعكس بشكل مناسب الاستخدام الأمثل للموارد، إذ قد تزيد الموارد المالية وقد تزيد الأرباح، ولكن بنسبة أقل من نسبة زيادة الموارد، الأمر الذي يعني تدني العائد على الاستثمار، وبالتالي القيمة الحالية للمؤسسة.
- كما أن هدف تحقيق أقصى ربح ممكن يتجاهل المخاطر الناتجة عن الاستثمار، لأن هه الفكرة تعني الانحياز للمشروع الأكثر ربحًا بغض النظر عن نسبة المخاطر، في حين لا يقبل المستثمرون بالمشاريع ذات المخاطر المرتفعة خاصة إذا لم ينتج عنها أرباح مرتفعة تتوازى مع هذه المخاطر، خاصة إذا ما تم احتسابها باستعمال سعر خصم يتناسب مع الخطر المتوقع.
- كما أن الربح المُطلق لا يأخذ عنصر الزمن بعين الاعتبار، فلو حقق مشروعان ربحًا مقداره عشرة آلاف دينار أحدهما حققه في السنة الأولى والثاني حققه في السنة الثانية، فالربح بالمفهوم المُطلق متساوٍ في الحالتين، ولكن إذا أُخذ عنصر الزمن بعين الاعتبار فلن يتساويا أبدًا إلا إذا كان سعر الفائدة أو الخصم يساوي صفرًا، ومثل هذا الإشكال لا يُثار إلاّ عند استعمال فكرة القيمة الحالية.
- الغموض في طريقة احتساب الربح. فقد يتفاوت كم الأرباح الخاص في مؤسسة ما بسبب مرونة النظرية المحاسبية حيث قد يؤدي اتباع مبدأ محاسبي مقبول (الاستهلاك بتسارع مثلا) إلى ربح يختلف في مقداره عمّا يمكن الوصول إليه باستعمال مبدأ محاسبي آخر مقبول بنفس الدرجة (الاستهلاك الثابت)، هذا وتتفادى فكرة تعظيم القيمة الحالية هذا الإشكال، لأنها تقوم على مفهوم التدفق النقدي، ومحصلته واحدة مهما اختلفت المبادئ المحاسبية المُستعملة بعكس مفهوم الربح.
العوامل المؤثرة في القيمة الحالية للمؤسسة
- القيمة الحالية للمؤسسة هي عبارة عن القيمة الحالية للأرباح النقدية المتوقع الحصول عليها من قِبل حَملة الأسهم. وتمثل هذه القيمة السعر السوقي للسهم مضروبًا في عدد الأسهم.
- وتتأثر القيمة الحالية للمؤسسة بالعناصر التالية:
- العائد المُتوقع للسهم، إذ يؤدي ارتفاع العائد للسهم إلى زيادة تلقائية في قيمته وقيمة المؤسسة.
- التوقيت الذي يحصل فيه المستثمر على عائدات استثماره.
- سعر الخصم في السوق، إذ كلما زاد سعر الخصم قلّت القيمة الحالية للدينار المتوقع الحصول عليه مستقبلا، والعكس صحيح.
- المخاطر المتوقعة للمؤسسة، ويتم التعبير عن المخاطر العالية باختيار نسبة خصم عالية عند إيجاد القيمة الحالية للمؤسسة، والعكس صحيح.
- توقعات المستثمرين بشأن مستقبل المؤسسة ونشاطها لما لذلك من أثر مباشر على الدخل والأرباح الموزعة.
كيف يمكن تعظيم القيمة الحالية للمؤسسة
إن تعظيم القيمة الحالية للمؤسسة هي محصلة القرارات المالية في مجالي الاستثمار والتمويل.
ويأتي تأثير القرارات المالية على قيمة المؤسسة من خلال تأثيرها على حجم العائد الذي يُتوقع أن تحققه، ومن خلال تأثيرها على حجم المخاطر التي قد تتعرض لها المؤسسة أيضًا.
يوضح الشكل التالي هذه العلاقة:
العوامل المحددة للقيمة الحالية للمؤسسة | |
القرارات المالية: | العائد المُتوقع |
قرارات استثمارية | قيمة المؤسسة |
قرارات تمويلية | درجة المخاطر |
وتجدر الإشارة إلى أن العلاقة بين العائد والمخاطر هي علاقة طردية، حيث تزيد العوائد المتوقعة كلما زادت المخاطر، ففي محال الاستثمار نجد أن الاستثمار في الموجودات الثابتة يتطلب عائدًا أعلى لارتفاع المخاطر المرتبطة به بعكس الوضع في حالة الاستثمار في الموجودات المتداولة حيث تقل المخاطر ويكون المستثمرون على استعداد للقبول بعائد أقل.
أما في مجال التمويل، فتؤدي زيادة اعتماد المؤسسة على القروض لتمويل استثماراتها إلى زيادة في العائد المتوقع (إذا كانت عوائد الاستثمار في المؤسسة تزيد عن كلفة الاقتراض)، إلاّ أن هذا يؤدي في نفس الوقت إلى زيادة مخاطر عدم قدرة المؤسسة على خدمة دَينها.