أدوات البحث العلمي – الملاحظة والاستبيان .. والاختبارات

ملخص المحتوى

شرح طرق و أدوات البحث العلمي المختلفة والتمييز بينها، الملاحظة، الاستبيان، المقابلة، الاختبارات، شرح المزايا والعيوب والإرشادات للباحثين لتجنب الأخطاء الشائعة في استخدامها.

ما هي طرق و أدوات البحث العلمي

يجمع الباحث المعلومات أو البيانات اللازمة للإجابة عن أسئلة البحث العلمي أو الدراسة أو لاختبار فرضياتها بطريقة أو أكثر من طرق جمع البيانات، كما يمكن للباحث أن يستخدم أداة أو أكثر من أدوات البحث العلمي المخصصة لأغراض جمع البيانات ضمن الطريقة الواحدة من طرق البحث العلمي. وعلى الباحث أن يقرر بشكل مسبق الطريقة المناسبة للغرض من البحث الذي يقوم به، وأن يختار أو يُطور الأداة المناسبة لهذا الغرض.

التمييز بين طرق و أدوات البحث العلمي

قد يكون من الصعب أحيانًا التمييز بين مصطلحي طرق و أدوات البحث العلمي بخاصة عند ترجمتها إلى لغات أجنبية، كأن يُطلق أحيانًا على أحد الأدوات الشائعة الاستخدام مثل الاختبارات أو الاستبيانات مصطلح طريقة من طرق البحث العلمي في جمع البيانات بالرغم من أنها من أدوات البحث العلمي.

وبالرغم من أن الاستبيان يُعتبر أداة من أدوات البحث العلمي إلاّ أنه يمكن أن يكون أداة من أدوات الملاحظة أحيانًا بحيث يستخدمه الباحث نفسه ويُصيغ فقراته على شكل سلم تقدير أو قائمة شطب، ويستخدمها الباحث هنا كأداة لطريقة الملاحظة التي يتبعها في البحث باعتبارها من طرق البحث العلمي، أي أن الاستبيان في هذه الحالة يكون أداة من أدوات طريقة الملاحظة.

كذلك تعتمد تسمية طرق و أدوات البحث العلمي على مضمون الفقرات وما قد تحمله من مؤثرات تتطلب التعبير عن المشاعر وعندها تسمى مقاييس اتجاه، أو أن تتطلب إبداء رأي الفرد حول موضوع معين كما في استطلاعات الرأي.

دور الباحث في التمييز بين طرق و أدوات البحث العلمي

ومن الأسس المهمة في التمييز بين طرق و أدوات البحث العلمي الدور الذي يقوم به الباحث في جمع البيانات. فقد يصمم الباحث أداة يطلب فيها من الفرد في العينة أن يجيب عن الفقرات في غياب الباحث كما يحدث في التقارير الذاتية، كما قد يقوم بتسجيل المعلومات بنفسه أو من قبل ملاحِظ مدرب بعد أن يحدد الأداة التي يجمع بواسطتها الملاحظات كالتصوير أو التسجيل الصوتي، ويستخدم الباحث هنا طريقة الملاحظة ولكن باستخدام أداة التصوير أو التسجيل الصوتي. وقد يقوم بتحليلها وتنظيمها أو بتسجيلها مباشرة حسب البرنامج الذي يعده للملاحظة، ولكن دون أن يوجه أسئلة مباشرة للفرد. أما إذا تتطلب الموقف الحصول على إجابات مباشرة يوجهها الباحث أو مساعدوه فتسمى عندها بالمقابلة لتمييزها عن الملاحظة باعتبارهما طريقتين مختلفتين من طرق البحث العلمي.

يتضح مما سبق أن هناك فرق في التسمية بين طرق البحث العلمي و أدوات البحث العلمي بالمفهوم البحثي، فالأداة بهذا المفهوم إما أن تكون قائمة بذاتها كأحد أدوات البحث العلمي وبالتالي كأحد طرق البحث العلمي أيضاَ، وإما أن تكون أداة من أدوات طريقة من طرق البحث العلمي الأخرى.

وبطبيعة الحال تختلف كل من طرق و أدوات البحث العلمي عن منهجية البحث العلمي باعتبارها منهجية تميز الأسلوب العلمي عن غيره من الأساليب المتبعة للحصول على المعرفة بشكل عام.

موضوع مقترح: أنواع البحث العلمي والمقارنة بينها

موسوعة البحث العلمي – مركز البحوث والدراسات متعدد التخصصات

أدوات البحث العلمي المستخدمة في جمع البيانات

يمكن تقسيم أدوات البحث العلمي – أو أدوات جمع البيانات في البحث العلمي – إلى أربعة أنواع أساسية يتم استخدام أي منها بحسب احتياج البحث.

أدوات البحث العلمي الأساسية:

  1. الملاحظة
  2. الاستبيان
  3. المقابلة
  4. الاختبارات

وفيما يلي شرحًا مفصلا لكل منها:

الملاحظة

الملاحظة (بالإنجليزية: Observation) هي أحد أدوات البحث العلمي التي تُستخدم في جمع المعلومات المرتبطة بالظاهرة محل البحث أو الدراسة، ويمكن استخدام أداة الملاحظة بطرق مختلفة. مثلا، عندما يطلب الباحث من كل فرد في عينة البحث أن يقدم تقريرًا ذاتيًا (بالإنجليزية: Self Report) عن ميوله أو مشاعره، أو آرائه أو اتجاهاته، أو أي سلوك يحدده الباحث، فإنه يفترض بأن الفرد يُلاحظ نفسه. ولكن قد يُخفي الفرد بعض ما يلاحظه، وقد يزيفه لسبب ما، كأن يبدي سلوكًا مرغوبًا فيه، أو يظهر بمظهر اجتماعي معين، ولذلك قد لا يكتفي الباحث، وقد لا يكون من المناسب أن يكتفي، بملاحظة الفرد لنفسه، خاصة في بعض المراحل العمرية للأفراد، أو في بعض السمات الشخصية، أو في بعض برامج التقويم التي تحتاج إلى مُلاحظ غير متحيز. وقد لا يستطيع الفرد ملاحظة سلوكه أحيانًا، ولذلك تظهر الحاجة إلى ملاحِظ خارجي.

ولكن المهمة التي يقوم بها الملاحِظ ليست سهلة، فقد يتطلب منه الموقف أن يسجل ما يلاحظه لأغراض وصف السلوك، وقد يتعدى الوصف ليستدل على سمة خفية من خلال السلوك المُلاحظ، أو ليقوم بإصدار أحكام واتخاذ قرارات. كما تختلف درجة تعقيد السلوك المُلاحظ من موقف لآخر، ولربما تطلب الموقف تسجيل ملاحظات بوجود المُلاحِظ نفسه أو بغيابه نتيجة لتأثر الموقف بوجوده. ولذلك تختلف درجة تدخل المُلاحِظ في موقف الملاحظة.

وعلى الباحث أن يكون على وعي بدرجة تأثير وجود المُلاحِظ ونوع التدريب وكفاءته في القيام بهذه المهمة. فقد يتطلب الموقف مشاركة كلية للملاحظ (بالإنجليزية: Complete Participation) ويصبح فيها الملاحظ كأي فرد آخر في المجموعة ويخفي دوره كملاحظ. وبالمقابل، فقد يتطلب الموقف أن يوضح دوره كملاحظ ولكن بعد بناء علاقة وئام وثقة مع الأفراد في المجموعة، وذلك ليتمكن من ملاحظة أي شيء وباستمرار، ويسمى في هذه الحالة الملاحظ المشارك (بالإنجليزية: Participant Observer).

أخطاء شائعة في الملاحظة

مثلما يحصل في التقرير الذاتي حيث يلاحظ الفرد نفسه ويزيف الاستجابات الواردة في التقرير، فقد يزيف الفرد سلوكه بوجود الملاحِظ. كما أن الملاحظ قد يقع في عدة أخطاء منها:

  • قد يلاحظ سلوكًا لا علاقة له بالسمة المرغوب في ملاحظتها. أو قد يلاحظ سلوكًا هامشيًا. ومن الجدير بالذكر هنا أن الباحث هو الذي يقرر فيما إذا كان السلوك هامشيًا أو أساسيًا خاصة في بعض أنواع البحث العلمي التي لا يضع الباحث فيها أي توقع مسبق للسلوك المُلاحَظ كما هي الحال في بحوث الميدان (بالإنجليزية: Ethnographic).
  • قد يشعر الفرد أحيانًا بأن الباحث يتدخل في خصوصياته، مما يعيق الملاحظة أو يتسبب في عدم تحقيق الهدف منها.
  • ملاحظة السلوك لفترة زمنية قصيرة نسبيًا في وضع غير طبيعي وتأثر الملاحظ بالفكرة السابقة عن الشيء أو السلوك الملاحظ أو ما يشار إليه بأثر الهالة. أو تأثر الملاحظات التي يسجلها بالبنية الشخصية للملاحظ، مثل المرونة أو التشدد أو الوسطية.

إرشادات مهمة في الملاحظة

من أجل نجنب الأخطاء الشائعة في الملاحظة، يمكن للمُلاحِظ أن يتبع الإرشادات الهامة التالية:

  • تحديد السمات أو الخصائص التي بتطلبها البحث.
  • ملاحظة السلوكيات ذات العلاقة بالسمة التي يحددها الباحث.
  • التركيز على ملاحظة عدد محدود من أنماط السلوك في وحدة الزمن التي يصطلح عليها الباحث، أو تفرضها ظروف البحث وخصائص العينة.
  • محاولة القيام بالملاحظة دون معرفة الفرد بأنه يتم ملاحظته من القبل الباحث مثلا في الحالات التي تتطلب ذلك.
  • ملاحظة أكبر ما يمكن من السلوكيات المرتبطة بالسمة الملاحظة وذلك بالقيام بالملاحظة على فترات لمدة طويلة نسبيًا.
  • التسجيل الفوري للملاحظات، حتى لا تتعرض للنسيان وبالتالي حدوث التحزير والتلفيق.
  • محاولة اشتراك عدة ملاحظين، لأنه يوفر تكاملا في الملاحظة ويحد من تحيز الملاحظ.
  • عدم محاولة تفسير الملاحظ للسلوك مباشرة بل عليه أن يسجل الملاحظات كما هي وليس ما تعنيه بالنسبة للباحث.

يتضح من خلال هذه الإرشادات أن الملاحظة كطريقة أو كأحد أدوات البحث العلمي لجمع البيانات تحتاج إلى ملاحِظ مدرَّب، غير متحيز، يعرف ماذا يلاحظ، وبأي وقت، وبأي وسيلة أو أداة يلاحظ، كالأجهزة الإلكترونية أو الكاميرات الخفية مع مراعاة أخلاقيات البحث العلمي التي بتطلبها استخدام مثل هذه الأدوات.

مزايا طريقة الملاحظة كأحد أدوات البحث العلمي

بالرغم من العيوب في الملاحظة كطريقة أو أداة لجمع البيانات، إلا أنها ذات مزايا عديدة أهمها:

  • توفر معلومات عن السلوك المُلاحَظ في أوضاع طبيعية (واقعية).
  • إمكانية استخدامها في مواقف مختلفة، فالسمات والخصائص الملاحظة كثيرة وفي مجالات مختلفة ولمراحل عمرية متباينة.
  • توفر الملاحظة قدرة تنبؤية عالية نسبيًا وذلك للتشابه النسبي لظروف السلوك الملاحظ مع السلوك المُنتظر.
  • توفر الملاحظة بيانات كمية ونوعية.
  • تنفرد الملاحظة في الحصول على معلومات لا يمكن توفيرها بطريقة غيرها، كما هي الحال في البحوث الميدانية (بالإنجليزية: Field Research – Ethnographic) والتي تتطلب تسجيلا مستمرًا للملاحظات.

أدوات الملاحظة

باعتبارها من طرق البحث العلمي، يمكن للباحث أن يستخدم أكثر من أداة لجمع البيانات بطريقة الملاحظة ولعل أهم هذه الأدوات:

1. قوائم الشطب أو الرصد

قائمة الشطب عبارة عن أداة مكونة من فقرات ذات صلة بالسمة أو الخاصية المقاسة. وكل فقرة من هذه الفقرات تتضمن سلوكًا بسيطًا يخضع لتقدير ثنائي مثل (نعم، لا)، (أوافق، أعارض)، (صح، خطأ). وقد تكون الفقرات في القائمة مرتبة منطقيًا أو عشوائيًا وذلك حسب القيمة المقاسة.

2. سلالم التقدير أو مقاييس التقدير

تختلف قوائم الشطب عن سلالم التقدير في أن الأخيرة تحتاج إلى حكم أدق، لأن كل فقرة تخضع لتدريج من عدة فئات أو مستويات مثل (دائمًا، غالبًا، أحيانًا، نادرًا، مطلقًا). وهو هنا تدريج من خمس فئات.

3. السجلات واليوميات

تعد السجلات واليوميات (بالإنجليزية: Records and Diaries) في بعض الأحيان مصادر جاهزة للمعلومات كالإحصائيات المتوفرة عن الأفراد في ملفات المؤسسة التي ينتسبون إليها، فدور الباحث في هذه الحالة لا يتعدى نقل المعلومات الجاهزة وإعادة تبويبها بالشكل الذي يحدده. أما السجلات واليوميات كأداة ملاحظة فإنها تتضمن ملاحظات نوعية متميزة عن الأفراد، ويقوم بتسجيلها ملاحظ شبه مقيم أو الباحث إذا كانت ظروف البحث تتطلب وتسمح بذلك. كما تتضمن اليوميات في المؤسسة والمراكز ملاحظات عن الأنشطة المتكررة التي يقوم بها الأفراد. ومن الخصائص المميزة للسجلات أن الملاحظ يعطي تفسيرًا أو أكثر للسلوك المُلاحظ إلا أنها تبقى تفسيرات مقترحة.

وقد لا يعتمد الباحث اعتمادًا كليًا على الملاحظات التي يجمعها بهذه الطريقة، وذلك لإمكانية نقص البيانات أو تحيزها. كما أن الباحث يواجه صعوبة في تحليل البيانات وتصنيفها. فبعضها يقدر كميًا وبعضها غير قابل للتقدير الكمي إلا أنها تعتبر مؤشرات مدعمة للبيانات الأخرى في البحث.

4. مقاييس العلاقات الاجتماعية أو السوسيومتر

تُستخدم مقاييس العلاقات الاجتماعية أو السوسيوميتر (بالإنجليزية: Sociometer) في تقييم العلاقات الاجتماعية بين الأفراد. حيث يُطلب من كل فرد في مجموعة معينة أن يختار عددًا من الرفاق للقيام بنشاط معين في تلك المجموعة، أو ملاحظة الأفراد الذين يتكرر التعامل أو الاشتراك معهم في نشاطات معينة. وفي ضوء تكرار اختيار كل فرد من قبل الآخرين، والتعرف على خصائصه يمكن رسم الخطط للبرامج المتعلقة بتلك المجموعة. ويمكن تبسيط التعامل مع الأرقام بتمثيلها بيانيًا على شكل مُخطط (بالإنجليزية: Sociogram) يوضح عدد من يفضلون التعامل معه أو يرفضون ذلك.

الاستبيان

الاستبيان (بالإنجليزية: Questionnaire) هو أداة من أدوات البحث العلمي لجمع البيانات تتضمن مجموعة من الأسئلة أو الجمل الخبرية التي تتطلب الإجابة عنها بطريقة يحددها الباحث حسب أغراض البحث. فقد تكون الإجابة فيها مفتوحة، أو قد تكون الإجابة محددة الخيارات مسبقًا كأن يتم اختيارها أو تحديد موقعها على مقياس متدرج.

ويُعتبر الاستبيان من أكثر أدوات البحث العلمي في جمع البيانات شيوعًا. إلا أن الانتقادات الموجهة للدراسات والبحوث التي تستخدم الاستبيان مردها تطوير و تصميم الاستبيانات من قبل أفراد غير مؤهلين وغير قادرين على صياغة فقرات الاستبيان بالطريقة الصحيحة والمناسبة لأغراض البحث. كذلك فإن انتشار استخدام بعض الاستبيانات الجاهزة ساهم في اضمحلال الاهتمام بتطوير الاستبيان وتصميمه بالشكل المناسب من الباحثين باعتباره مجرد أداة لجمع البيانات من وجهة نظرهم لا يستحق الاهتمام.

ويُميّز بعض الباحثين بين الاستبيانات واستطلاعات الرأي (بالإنجليزية: Opinionnaires) من خلال مضمون الفقرات، حيث أن فقرات الاستبيان تتضمن حقائق ومعلومات محدودة عن المشكلة محل البحث، بينما تتضمن فقرات استطلاع الرأي مسحًا لآراء الأفراد حول قضية أو مشكلة معينة.

مزايا الاستبيان كأداة من أدوات البحث العلمي

يتمتع الاستبيان كأداة من أدوات البحث العلمي بعدة مزايا إذا أُحسن بناؤها وتطويرها من قِبل باحثين مدرَّبين وأُعطيت ما تستحق من جهد وعناية.

ومن أهم مزايا الاستبيان :

  • يمكّن الباحث من جمع بيانات من عينة كبيرة في فترة زمنية قصيرة (طريقة اقتصادية).
  • يعرض أفراد العينة لنفس الفقرات بنفس الصورة.
  • لا يفسح المجال للباحث أن يتدخل في إجابات الأفراد إذا ما تم مقارنتها بالملاحظة أو المقابلة.
  • يتم إعطاء الحرية للأفراد في اختيار الوقت الذي يناسبه للإجابة وفي أي مكان يريد.

عيوب الاستبيان

للاستبيانات كأداة جمع البيانات عيوب قد تطغي أحيانًا على المزايا إذا لم ينتبه الباحث إليها، ويحاول تقليلها بقدر الإمكان.

ومن أهم عيوب الاستبيان:

  • قلة طرق الكشف عن الصدق والثبات في الاستبيان ولذلك تعتبر مؤشرات الصدق والثبات من محددات الاستبيان.
  • تأثر صدق الاستبيان بمدى تقبل المستجيب للاستبيان، فقد يشعر بأنه مضطر للإجابة عنه في وقت راحته أو على حساب الزمن لأعمال أخرى تهمه أكثر من الاستبيان.
  • يصعب تحديد من لم يرسل الاستبيان، لأنه لا تُذكر عادة معلومات تدل على صاحب الاستبيان لأسباب كثيرة، منها الخصوصية.
  • تأثر صدق الإجابة بوعي الفرد المستجيب ودرجة اهتمامه بالظاهرة محل البحث.
  • قد يترك المستجيب عددًا من فقرات الاستبيان بلا استجابة، دون معرفة الباحث للسبب.
  • يحتاج إلى متابعة للحصول على العدد المناسب من الاستبيانات، لأن نسبة المسترد منها عادة تكون قليلة، ما لم يكن تسليمها واستلامها باليد. وإذا قلت النسبة عن 50 بالمئة فلا بد من المتابعة لاسترداد جزء من المتبقي أو إعادة التوزيع على من فقد الاستبيان.

إرشادات هامة عند صياغة فقرات الاستبيان

يقع بعض الباحثين في بعض الأخطاء التي تتمثل في عدم تحديد ما يريدون التعرف عليه من خلال الاستبيان ولذلك تجدهم يكثرون من الفقرات ويجمعونها في الاستبيان لعلّهم يجدون ما يريدون من كومة الإجابات. كما يمكن ظهور ضعف في صياغة الفقرات مما يسبب فهمًا لدى المستجيب مختلفًا عن قصد الباحث من الفقرة. ولذلك يُنصح باتباع الإرشادات التالية:

  • التأكد من أن محتوى الفقرة ينطبق على جميع أفراد العينة.
  • التأكد من أن صياغة الفقرة تستجر إجابة وافية تحقق الغرض منها.
  • إبراز الكلمة التي تشكل مفتاح الفقرة بطريقة ما، كوضع خط تحتها أو كتابتها بالخط العريض.
  • تجنب البدائل غير المناسبة أو العدد غير المناسب من البدائل.
  • تجنب ازدواجية المعنى للفقرة، أي وجود أكثر من احتمال للفكرة المراد طرحها في الفقرة.
  • استخدام الكلمات والمصطلحات التي يسهل تفسيرها.
  • تجنب الكلمات المرنة المعنى مثل على الأغلب، أحيانًا.
  • الانتباه إلى نفي النفي أو ما يعرف بـ السالب المركب، ويجب إبرازه للمستجيب بطريقة واضحة إذا كان لا بد منه. ففي هذه الحالة يكون نفي النفي هو إثبات.
  • تجنب الأسلوب الإيحائي الذي يُوجه المستجيب لاختيار إجابة معينة من الإجابات.

إرشادات عامة في تطوير وتطبيق الاستبيان

أشرنا في البند السابق إلى بعض الإرشادات الخاصة بصياغة فقرات الاستبيان، إلا أن هناك بعض القضايا المتعلقة بإخراج الاستبيان وتطبيقه، والتي قد تؤدي إلى إضعاف صدق النتائج إذا لم يهتم بها الباحث.

ولهذا يُنصح الباحث مطوّر الاستبيان بإتباع الإرشادات التالية:

  • محاولة الاستفادة من خبرات المتخصصين في المجال. ودراسة الاستبيانات المنشورة حول الموضوع نفسه، وتحكيم الاستبيان من قبل أشخاص لهم القدرة الموثوقة على التحكيم في مجال البحث أو الدراسة.
  • اختيار الأفراد القادرين على الإجابة عن الاستبيان ويهمهم نتائجه، فبعض الحالات تتطلب أن تكون العينة مقصودة وربما كانت من المتطوعين.
  • أخذ موافقة بعض الجهات المعنية في مجتمع الدراسة قبل تطبيقه على أفراد العينة.
  • إذا كان من الضروري تعريف المستجيب بنفسه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فيجب على الباحث أن يؤكد ويلتزم بأنه سيحترم خصوصية المستجيب ويحافظ على سرية المعلومات وعدم استخدامها إلا لأغراض البحث.
  • على الباحث أن يوضح في الرسالة المرفقة بالاستبيان الغرض من الاستبيان، ويفضل أن يذكر الجهة التي تُشرف على البحث.
  • إذا شعر الباحث بقلة عدد الاستبيانات المسترجعة فيمكنه تعميم ملاحظة مكتوبة يرجو فيها من نسي، أو فقد الاستبيان أن يرسله أو يطلب نسخة جديدة ويحدد موعدًا جديدًا لإرسالها.

لا يوجد أي قاعدة محددة للمسترجَع، ولكن الواقع يُشير إلى أن نسبة المسترجَع تتراوح على الأغلب بين 40% إلى 70%، ولكن هذه ليست قاعدة. وعلى الباحث أن يهتم بطريقة اختيار العينة، والتوقيت الزمني لتوزيع الاستبيان لأن هذا من شأنه أن يقلل الإهدار في عدد الاستبيانات ويزيد بالتالي من موثوقية النتائج. فقد يكتشف الباحث أن عدد الاستبيانات المسترَدة قليل نسبيًا لا تفي بأغراض البحث، ولا يمكنه تعميم النتائج. كما قد يجد أن العينة المسترَدة عينة متحيزة كونهم تطوعوا لإعادتها، وهذا يعني عدم تمثيل هذه العينة للمجتمع، مما يفرض على الباحث الكشف عن مدى تأثّر النتائج المرجوة من البحث بهذا التحيز، واتخاذ القرارات اللازمة التي توفر درجة أعلى من الصدق مثل إعادة توزيع عدد آخر من نسخ الاستبيان، أو ملاحقة استرداد النسخ الموزعة.

استخدام الاستبيان كأحد أدوات البحث العلمي في نماذج التقييم

أحيانًا يتم استخدام نماذج مخصصة لتقييم أداء الموظفين في الشركات أو تقييم الدورات التدريبية والمدربين وغيرها من أساليب التقييم الأخرى، ويكون النموذج على شكل استبيان يتم تعبئته من الموظف المختص كالرئيس المباشر للموظف المعني أو من خلال دائرة البحوث والتطوير في الشركة وبإشراف الرؤساء المباشرين للموظفين أو من خلال المتدرب نفسه في حالة تقييم الدورات التدريبية، وذلك بهدف دراسة وتحليل أداء الموظفين في الشركة أو لتقرير نظام مكافآت أو حركة تنقلات تتطلب مثل تلك الدراسات أو لتطوير أنشطة وأساليب التدريب في المؤسسة أو الشركة وغيرها من الأهداف.

الاستبيان الإلكتروني

أدى انتشار استخدام تكنولوجيا المعلومات إلى ظهور أساليب جديدة في تصميم وتطوير الاستبيان بطرق إلكترونية. وتوفر هذه الطرق إمكانية تصميم الاستبيان الإلكتروني وإرسال رابط نموذج الاستبيان إلى الأفراد محل البحث أو الدراسة عبر شبكة الإنترنت ويقومون بالإجابة عليه عن بُعد دون الحاجة لإرسال الاستبيان الورقي.

ويوفر الاستبيان الإلكتروني الكثير من الوقت والجهد ويتلافى فيه الباحث إشكالية إهمال الأفراد للاستبيان وعدم الاستجابة له.

ولكن يُشترط لاستخدام نموذج الاستبيان الإلكتروني توافر إمكانية الدخول إليه والاستجابة له من كافة أفراد العينة التي يتم تطبيق البحث أو الدراسة عليها.

المقابلة

المقابلة (بالإنجليزية: Interview) هي حوار يدور بين الباحث (المقابِل) والمُستجيب. يبدأ هذا الحوار بخلق علاقة وئام بينهما ليضمن الباحث الحد الأدنى من تعاون المستجيب. ثم يشرح الباحث الغرض من المقابلة. وبعد أن يشعر الباحث بأن المُستجيب على استعداد للتعاون، يبدأ بطرح الأسئلة التي يحددها مسبقًا، وينتظر إجابة المستجيب عن كل سؤال، ملاحظًا أي سوء فهم للسؤال لتوضيحه أو إعادة طرحه بصورة أخرى، ثم يسجل الإجابة بكلمات المستجيب تاركًا التفسير إلى ما بعد المقابلة.

وعلى الباحث أن يقرر مسبقًا طريقة تسجيل الإجابات يدويًا أو آليًا على مسجل صوت أو فيديو، مع ملاحظة أثر الطريقة على الإجابة. وقد يرغب الباحث أحيانًا بالتسجيل للاحتفاظ بنغمة الصوت أو لحركات وملامح المستجيب التي قد تُعطي دلالة ما. وهكذا يلاحظ أن المقابلة عبارة عن استبيان شفوي.

مزايا المقابلة

المقابلة طريقة من الطرق الهامة في جمع البيانات في البحث العلمي.

ومن أهم مزايا المقابلة:

  • يمكن استخدامها في الحالات التي يصعب فيها استخدام الاستبيان كأن تكون العينة من الأميين أو صغار السن.
  • توفر عمقًا في الإجابات لإمكانية توضيح وإعادة طرح الأسئلة وحتى يتسنى ذلك فهي بحاجة إلى مقابل مدرب.
  • تستجر معلومات من المستجيب من الصعب الحصول عليها بأي طريقة أخرى لأن الناس بشكل عام يحبون الكلام أكثر من الكتابة.
  • توفر الحصول على إجابات من معظم من تتم مقابلتهم (95% وربما أكثر) وإذا ما قورنت بالاستبيان (40% بدون متابعة).
  • توفر مؤشرات غير لفظية تعزز الاستجابات وتوضح المشاعر، كنغمة الصوت وملامح الوجه، وحركة اليدين والرأس،…. إلخ.

عيوب المقابلة

بالرغم من المزايا التي تتمتع بها المقابلة، إلاّ أن لها بعض العيوب أيضًا.

ومن أهم عيوب المقابلة:

  • يصعب مقابلة عدد كبير نسبيًا من الأفراد، لأن مقابلة الفرد الواحد تستغرق وقتًا طويلا من الباحث.
  • تتطلب مقابلين مدرَبين على إجرائها. فإذا لم يكن المقابل ماهرًا مدربًا لا يستطيع خلق الجو الملائم للمقابلة، وقد يزيف المستجيب إجابته، وقد يتحيز المقابل من حيث لا يدري بشكل يؤدي إلى تحريف الإجابة.
  • صعوبة التقدير الكمي للاستجابات وإخضاعها إلى تحليلات كمية خاصة في المقابلة المفتوحة (بالإنجليزية: Unstructured)، بمعنى صعوبة التعبير عن المعلومات التي يتم جمعها بنفس طرق التعبير عن أنواع البيانات أو المتغيرات في البحث العلمي.
  • صعوبة تسجيل الإجابات، أو في تجهيز أدوات التسجيل في مكان المقابلة الذي يحدده المستجيب (على الأغلب).

أنواع المقابلة كأحد أدوات البحث العلمي

يمكن تقسيم المقابلات بحسب درجة الحرية التي يتم إعطاؤها للمستجيب في إجاباته، وعلى هذا الأساس يمكن تقسيم المقابلة إلى ثلاثة أنواع:

  1. المقابلة المفتوحة (بالإنجليزية: Unstructured): وفيها يتم إعطاء المستجيب الحرية في أن يتكلم دون محددات للزمن أو للأسلوب، وهذه عرضة للتحيز وتستجر كلامًا ليس ذا صلة بالموضوع.
  2. والمقابلة شبه المفتوحة (بالإنجليزية: Semi-Structured): وهي تعطي الحرية للمقابل بطرح السؤال بصيغة أخرى والطلب من المستجيب مزيدًا من التوضيح.
  3. والمقابلة المغلقة (بالإنجليزية: Structured): وهي لا تفسح المجال للشرح المطول بل يطرح السؤال وتسجل الإجابة التي يقررها المستجيب.

كما يمكن تقسيم المقابلات حسب الطريقة التي تتم فيها المقابلة إلى نوعين:

  1. مقابلة وجهًا لوجه (بالإنجليزية: Face To Face)
  2. مقابلة هاتفية أو عبر الإنترنت

ويزداد استخدام الطريقة الثانية مع التقدم في مجال الاتصالات الهاتفية والإنترنت (صوت أو صورة وصوت) وذلك لتوفيرها الوقت والجهد والتكاليف على الباحث، إلا أن لها محددات إذ ليس من السهل توفير علاقة مودة من خلال الهاتف كما هي في المقابلة وجهًا لوجه، كما أنه قد لا يتوفر الهاتف في كل بيت من بيوت أفراد العينة.

كما يمكن تقسيم أنواع المقابلات حسب عدد من تتم مقابلتهم مع مقابل واحد بنفس الوقت إلى نوعين وهما:

  1. مقابلة فردية تفسح المجال لحرية الفرد في التعبير نتيجة لجو المودة الذي يخلقه المقابل.
  2. مقابلة جماعية توفر عمقًا وإثراء للإجابة من قبل مجموعة من الأفراد في نفس الجلسة حيث يفسح المجال للنقاش الحر المنظم حول السؤال المطروح من المقابل، إلاّ أنه يصعب هنا تسجيل الإجابات والملاحظات تسجيلا يدويًا وعلى الأغلب تحتاج إلى تسجيل آلي.

الاختبارات

تلعب الاختبارات (بالإنجليزية: Tests) دورًا هامًا ومميزًا في الأبحاث باختلاف أنواعها، الوصفية، والارتباطية، والتجريبية، مع عدم الإنقاص من دور الطرق والأدوات الأخرى من أدوات البحث العلمي (الملاحظة، المقابلة، الاستبيان)، وذلك لأنها توفر بيانات كمية عن السمات أو الخصائص التي يتم قياسها بدرجة عالية نسبيًا من الصدق والثبات والموضوعية.

ويتم تصنيف الاختبارات بطرق مختلفة تتفاوت في درجة شيوعها، وبالرجوع إلى هذه التصنيفات يلاحظ شيوع استخدام الاختبارات المعيارية والمحكية والاختبارات المقننة وغير المقننة.

ويُعرف الاختبار بشكل عام بأنه: “طريقة منظمة لقياس السمة من خلال عينة من السلوك”، ويتضمن هذا التعريف مصطلحين هما:

  1. السمة وتعرف بأنها مجموعة من السلوكيات المترابطة التي تميل للحدوث مع بعضها.
  2. القياس ويعرف بأنه التحديد الكمي للسمة حسب قواعد محددة وباستخدام وحدات القياس المناسبة.

يتضح من التعريفين السابقين أن الاختبار هو: أداة قياس يتم إعدادها بخطوات منظمة للخروج بخصائص مرغوبة في هذا الاختبار بحيث يوفر بيانات كمية تخدم أغراض البحث.

خطوات إعداد الاختبار كأحد أدوات البحث العلمي

تتفق الاختبارات فيما بينها بخطوات إعدادها ولكنها تتفاوت في درجة الاهتمام ببعض الخطوات، فالاختبارات المقننة التي يتم تطويرها من قِبل فريق من المختصين في مراكز متخصصة ذات خصائص تختلف في جودتها عن تلك التي يتم تطويرها من قبل الباحث الفرد، وبصورة عامة فإنه يمكن تلخيص هذه الخطوات بما يلي:

خطوات إعداد الاختبار:

  1. تحديد الغرض من الاختبار.
  2. ثم تحديد السمة المقاسة.
  3. تحديد مجال (محتوى) الاختبار.
  4. صياغة الفقرات التي يمثل محتواها مجال السمة بعد تحديد النوع المناسب من الفقرات.
  5. إخراج الصورة الأولية للاختبار (التعليمات، الفقرات، ورقة الإجابة، الملاحق).
  6. تطبيق الاختبار على عينة من أفراد مجتمع الدراسة بغرض تحليل الفقرات.
  7. إخراج الاختبار بصورته النهائية.
  8. اشتقاق دلالات صدق وثبات الاختبار.
  9. اشتقاق معايير الاختبار (مثل المئينات، الدرجات المعيارية، معايير العمر، معايير المرحلة، … إلخ).
  10. إعداد دليل الاختبار ويتضمن كل ما يتعلق بالاختبار من إطاره النظري مرورًا بتطبيقه وتصحيحه وتفسير نتائجه.

اختيار الاختبار المناسب

يساعد دليل الاختبار الباحث في الإجابة عن أسئلة هامة عند اختيار الاختبار الذي يناسب الغرض وأهم هذه الأسئلة:

  • هل يحتاج الاختبار إلى تدريب خاص في تطبيقه وتفسير نتائجه؟
  • ما هي الظروف اللازمة لتطبيق الاختبار؟
  • وما خصائص الأفراد الذين يطبق عليهم الاختبار؟
  • ما مؤشرات الثبات المتوفرة ، وهل هي كافية وتناسب الغرض؟
  • وما مؤشرات الصدق المتوفرة، وهل هي كافية وتناسب الغرض؟
  • هل الاختبار مناسب لعمر الأفراد في عينة البحث وقدراتهم؟
  • هل يتأثر الاختبار بثقافة معينة أو بمرحلة معينة؟
  • وهل يمكن أن تغطي ميزانية البحث تكلفة الاختبار؟
  • هل للاختبار صور متكافئة؟
  • هل للاختبار معايير تناسب أفراد عينة البحث؟

عندما يحاول الباحث الإجابة عن هذه الأسئلة أو غيرها فهو بذلك يحكم على مدى صلاحية الاختبار أو مدى مناسبته للغرض. ولذلك يحرص مطورو الاختبارات وناشروها على توفير المعلومات اللازمة للإجابة عن أي سؤال محتمل قد يطرحه الباحث عند اختياره للاختبار الذي يحقق أغراض البحث.

خصائص الاختبار الجيد

تتعدد الاختبارات التي تقيس نفس السمة وتحقق نفس الغرض، ولذلك يقع الباحث في مشكلة اختيار الاختبار الأنسب بدلا من اختيار الاختبار المناسب. وهذا يعني أن هناك عدة خصائص تتوفر في الاختبارات المُعدة لنفس الغرض ولكن بدرجات متفاوتة.

وقد يكون التفاوت بين الاختبارات في سهولة التطبيق، أو في التكاليف، أو في إمكانية الحصول عليها.

إلا أن الخصائص الأساسية والهامة بالنسبة للاختبارات والتي يتم المفاضلة بينها على أساسها هي:

  1. خاصية الصدق
  2. خاصية الثبات

وفيما يلي وصفًا موجزًا لكل منها:

صدق الاختبار

يُعرف صدق الاختبار (بالإنجليزية: Validity) بأنه مدى تحقيق الاختبار للغرض الذي أُعد لأجله، وهذا يعني أن الصدق موقفي ونسبي.

والاختبار الأنسب هو الذي يوفر درجة أعلى من الصدق حسب نوع الصدق المناسب للغرض.

ثبات الاختبار

يُعرف ثبات الاختبار (بالإنجليزية: Reliability) بأنه الدقة في تقدير العلامة الحقيقية للفرد على السمة التي يقيسها الاختبار، أو مدى الاتساق في علامة الفرد إذا أخذ الاختبار نفسه لمرات أخرى في نفس الظروف.

والاختبار الأنسب هو الذي يتمتع بالثبات عند خوضه عدة مرات.

المصدر

  • كتاب مهارات البحث العلمي، د.م. مصطفى فؤاد عبيد، مركز البحوث والدراسات متعدد التخصصات، الطبعة الثانية، إسطنبول، تركيا، 2022م.
أدوات البحث العلمي - الملاحظة - الاستبيان - المقابلة - الاختبارات البحث العلمي
أدوات البحث العلمي – الملاحظة – الاستبيان – المقابلة – الاختبارات البحث العلمي
error:
Scroll to Top