كتاب نحو التطوير الاستراتيجي والتنمية المتكاملة لأركان المجتمع العربي
هذا الكتاب
تُعاني المجتمعات العربية في عصرنا الحالي من الكثير من المشكلات المركبة والمتشعبة، والتي تراكمت عبر عقود من الزمن ونمت بشكل أفقي شبكي ورأسي تصاعدي حتى أصبحت وكأنها مجموعة هائلة من المعضلات غير القابلة للحل في الأمد القريب أو حتى البعيد، والغريب في هذا الأمر أن التطور الحادث في كثير من المجالات الحيوية المختلفة في المجتمع ساهم في زيادة تعقيدات تلك المشكلات بشكل أكبر من مساهمته في تبسيطها أو تبسيط إيجاد الحلول الاعتيادية المناسبة لها في كثير من المواضع، ويعزى هذا الأمر للزيادة المستمرة في عمق المشكلات في كل مجال من المجالات وزيادة التشابك والترابط، الظاهر أو حتى الخفي، فيما بينها، والذي أسس له العصر الحديث، بحيث اختلطت وتشابكت أسباب ونتائج العديد من المشكلات وجعلتها أكثر تعقيداً، الأمر الذي جعل من إيجاد الحلول الاعتيادية المتخصصة أمراً يكاد أن يكون مستعصياً.
وبالمقابل، فقد نمت الحاجة إلى إيجاد الحلول الاستراتيجية الذكية التي تعتمد على الأسلوب العلمي المنظم والتفكير الرياضي الذكي الهادف لبحث وتحليل أسباب ونتائج المشكلات المتنوعة بشكل معمق يمتد ليشمل كل من دراسة الجوانب المختلفة لكل مشكلة في كل مجال من المجالات الحيوية في المجتمع إضافة لبحث ودراسة جذور ارتباطاتها وتشابكاتها بأسباب أو نتائج المشكلات الأخرى في بقية المجالات، إن وُجدت، مع الأخذ بالاعتبار احتمالات نشوء تلك الارتباطات والتشابكات على المدى الإستراتيجي البعيد، ومن ثم وضع الحلول الإستراتيجية الذكية وتخطيط السياسات التي تتناسب مع احتياجات كل مجتمع والتي يتم فيها تعظيم الفائدة وتقليل حجم المخاطرة في الحلول المقترحة إلى الحد الأدنى وفق تلك الدراسات والاحتمالات المختلفة.
هذا الكتاب يمكن اعتباره مدخلاً مبسطاً إلى التطوير والتنمية الاستراتيجية المتكاملة لأركان المجتمع العربي، وهو يتألف من مجموعة متنوعة من المقالات النقدية والموضوعات والدراسات والنظريات والأفكار والرؤى والمشورة التي تُشكل في مجموعها سلاسل متصلة من الدراسات المعمقة التي تهدف لحل المشكلات والتطوير والتحديث والتأسيس للتنمية الإستراتيجية المستدامة في العديد من المجالات الحيوية في المجتمع بشكل مترابط ومتكامل وفق ما تسبب به وأفرزه العصر الحديث.
القرّاء المحتملين
ويلبي الكتاب احتياجات القرّاء من العلماء والباحثين المتخصصين وطلاب الجامعات والمعاهد وطلاب الدراسات العليا، في الوطن العربي والخارج، وكافة المهتمين بقراءة مجموعات متسلسلة ومتصلة من المقالات والدراسات المتخصصة والهادفة للتنمية الاستراتيجية في المجالات الحيوية المختلفة في مجتمعاتهم من منظور تكاملي مترابط يجمع بين كل تلك المجالات، وبطريقة تجعلهم قادرين على تكوين الرؤية المتصلة، الشاملة والمتكاملة، لسبل التنمية في أي مجال وتساعدهم في اختيار الطريقة العلمية المثلى، سواء باختيار التخصص العلمي المناسب أو انتقاء موضوع رسالة الماجستير أو الدكتوراه التي تتناسب وتلك الرؤية وتساهم في تحقيق التنمية الاستراتيجية في مجتمعاتهم بشكل تطبيقي عملي.
كما يلبي هذا الكتاب احتياجات الخبراء المتخصصين والمحللين في مراكز البحوث والتخطيط والمستشارين والعاملين في دوائر التخطيط ودوائر صنع القرار في المستويات الإدارية العليا في المجالات الحيوية في المجتمع العربي، وأية مجتمعات أخرى، ممن يسعون إلى حل المشكلات المركبة والمستعصية وتحقيق التنمية الإستراتيجية المستدامة في مجتمعاتهم على أسس من الترابط والتكامل بين المجالات المتعددة وفي إطار عمليات التنسيق والتعاون اللازم، والضروري، لتحقيق أفضل النتائج على المدى الإستراتيجي البعيد لكل المجالات.
ويتضمن هذا الإصدار مقالات نقدية وموضوعات ودراسات وبعض النظريات والأفكار والرؤى والمشورة التي تهدف للتطوير والتنمية الاستراتيجية المتكاملة في مجالات كل من الثقافة والفنون، نظريات العقد الاجتماعي وحلول الصراعات المستعصية، منظومة التربية والتعليم، التعليم العالي والبحث العلمي والتدريب والتنمية البشرية، الإدارة الأمنية الاستراتيجية والاقتصاد والاستثمار، نظم القيادة والإدارة العليا والنظم القانونية، منظومة الصحة والتأمين الصحي والرياضة، أنظمة القياس والتقويم ومنظومة الطاقة.
الكتاب من إصدار دار الفكر العربي بالقاهرة، جمهورية مصر العربية