المسألة الاقتصادية الحديثة
مفهوم الاقتصاد – Economic Concept
تتوفر في كل دولة حول العالم مجموعة فريدة من الثروات والموارد الطبيعية التي تميزها، ونظراً لأن استهلاك المجتمع في تلك الدول يجري بشكل يومي وبلا توقف تلجأ كل دولة إلى “الاقتصاد” في استهلاك تلك الثروات والموارد الطبيعية بهدف تعظيم الاستفادة منها بالشكل الأمثل وضمان الحفاظ عليها واستغلالها لأطول فترة ممكنة ولمصلحة الأجيال المتعاقبة في المجتمع، بخاصة تلك الثروات المعرضة للنضوب على المدى البعيد نتيجة الاستهلاك.
ففي مجتمع يتميز بالثروة الحيوانية مثلاً، يكون الاقتصاد فيه مبني على أساس الاستفادة القصوى من تلك الثروة بحيث يتم استغلالها كمصدر للّحوم والأجبان والألبان ومشتقاتها للاستهلاك المحلي، وربما يمتد الأمر لاستغلالها بشكل أكثر وذلك بإنتاج الجلود والأصواف والسماد الزراعي وغيرها من المنتجات التي يمكن بيعها في الأسواق العالمية.
وفي مجتمعات أكثر حنكة، وتمتلك رؤية اقتصادية أعمق لثروتها الحيوانية وتتطلع للاستفادة القصوى منها، فإنه ربما لا تلجأ لبيع المنتجات الأولية مباشرة، بل تقوم بإنشاء المصانع وتأسيس خطوط إنتاج جديدة لاستغلال تلك المنتجات وتسخيرها بهدف إنتاج المزيد من الصناعات، كمشتقات الألبان والمعلبات الغذائية والأحذية والحقائب والملابس الصوفية وغيرها.
أما في المجتمعات المتميزة التي تتطلع للنجاح بعيد المدى وتهدف للاقتصاد في مواردها الطبيعية وثرواتها واستغلالها بالشكل الأمثل وبما يتناسب مع احتياجات المستقبل بعيد المدى وشدة المنافسة في الأسواق المحلية والعالمية، فإنها تقوم بإنشاء مراكز الأبحاث المتخصصة التي تعكف على دراسة وتحليل كل ما له علاقة بالثروة الحيوانية وصناعاتها ومنتجاتها المختلفة وبحث واستكشاف السلوك الإنتاجي والاستهلاكي التاريخي لكل منها واستخلاص النتائج ووضع أفضل الخطط اللازمة لتطويرها وتحديثها وترقيتها لتصل إلى مستوى المنافسة محلياً أمام المنتجات الأجنبية وصولاً للمنافسة في الأسواق العالمية، أو حتى ابتكار منتجات جديدة وفريدة.
وبطبيعة الحال لا يقتصر تطبيق مفهوم الاقتصاد على الثروة الحيوانية فقط، بل أنه ينسحب بنفس الطريقة على كل أنواع الثروات الطبيعية المتجددة وغير المتجددة، الثروة السمكية والزراعية بكافة أنواعها، مياه البحار والمحيطات والمياه الجوفية والأمطار والأنهار والجبال والسهول والأشجار والشمس والرياح والثروات المعدنية بكافة أشكالها، كما يمكن اعتبار المواقع الإستراتيجية والسياحية والآثار وحتى الفنون والآداب والعلوم ثروات طبيعية أيضاً إضافة للثروة البشرية وهي بالتأكيد أهمها على الإطلاق ومحور الاستفادة من كل الثروات الأخرى.